عندما أتذكر الربيع, تخترق ذاكرتي كالسهم صورة فتاة صغيرة بفستانها المليء بشقائق النعمان,
وأزهار أخرى بكامل فتوتها, وشاب ينتصب كصفصافة من بعيد ليدل العصافير إلى بلادي..
وعندما أتذكر الصيف, أشم مع الذكرى رائحة الريحان, وأزهار عباد الشمس الصادقة دوماً, والساهمة
نحو النور, وذاك البحر المصر على ملاطفة الرمال الدافئة,والقادر على شحذ أسنان الشعراء
لمقاومة الحياة مرة أخرى..
وعندما أتذكر الخريف,تتساقط كل أوراق الشجر على رأسي,وتلعب الريح بشعر الفتاة الهاربة إلى
حلمها ,مع فارسها المتأخر غالباً,فتتلاشى حمرة خديها,وتصطبغ الدنيا بأصفر بانع تويده الأيام
شحوباً.
وعندما أتذكر الشتاء,تتصالح السماء مع الأرض,وتعيد ما أخذته منها بالاتفاق مع ابنتها
الشمس,فيجتمع العاشقان تحت مظلة واحدة,لا أحب لونها الأسود...
وعندما تحتدم الذكريات أقول مع رياض الصالح الحسين:
"الصيف سينتهي
الربيع انتهى
الخريف سيأتي
والشتاء ما زال بعيداً
في أي فصل نحن؟؟"